المشاركات

قراءة القرآن وسيلة من وسائل الدعوة

    قراءة القرآن وسيلة من وسائل الدعوة * إن تلاوة القرآن كانت من وسائل الدعوة إلى الإسلام، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى الناس في المواسم، فكان يدعوهم إلى الإسلام ويقرأ عليهم القرآن . وكان تأثير القرآن في نفوس سامعيه عظيما، على نحو ما كان من موقف النفر الذين لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في العقبة، وكانوا من الخزرج، فدعاهم إلى الله، عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، فأجابوه إلى ما دعاهم إليه، وصدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام . فكان إسلامهم فتحا عظيما في تاريخ الدعوة. وكان المشركون قد أحسوا بتأثير قراءة القرآن واجتذابها النفوس إلى الدعوة الجديدة، فتنادوا بينهم: لا تسمعوا لهذا القرآن، كما حكى القرآن قولهم:  « وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون (٢٦) »  [فصلت] ، ولكن الله تعالى خيب آمالهم، وأخذ القرآن طريقه إلى القلوب . وظلت قراءة القرآن تقوم بذلك الدور في نشر الدعوة بعد أن مكن الله تعالى لدينه، فكانت وفود العرب تأتي إلى المدينة، لا سيما بعد فتح مكة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليهم القرآن ويعلمه...

فضل القرآن الكريم ومكانته

  فضل القرآن الكريم ومكانته   * إن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن فيه نزل قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } [البقرة:185] ، وهو شهر الذكر وخير ما ينبغي للعبد أن يذكر الله به في هذا الشهر الكريم هو كلامه - تبارك وتعالى - الذي هو خير الكلام وأحسنه وأصدقه وأنفعه ، وهو وحي الله وتنزيله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو أفضل كتاب أنزله الله تبارك وتعالى على أفضل رسول ؛ على عبده ومصطفاه وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، وكم هو جميل بنا أن نستشعر فضل القران وفضله وعظم مكانته ، لا سيما ونحن في الشهر الذي فيه أنزل. هذا وقد كان للسلف رحمهم الله عنايةٌ فائقة واهتمامٌ بالغ بالقرآن العظيم في شهر القرآن شهر رمضان المبارك، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يلقاه جبريل كل ليلة من رمضان يدارسه القرآن، روى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ م...

متى يتشقق الجبل ؟

  متـى يتشقــق الجبـــل ؟   * على مدار التاريخ البشري كان الجبل مأوًى للعديد من المقاتلين، حتى مع تطوُّر الأسلحة وقوَّتها وشِدَّتها، بقِي الجبل من أعتى المقاومين، وما ذاك - والله أعلم - إلا لشدَّته وقسوته وصلابته؛ فهل يمكن أن يتصدَّع (يتشقَّق) هذا الجبل من كلمات؟!   نعم اقرأ معي قوله تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21] ، قال القرطبي في تفسيره: "فإنه لو خُوطِب بهذا القرآن الجبالُ مع تركيب العقل فيها، لانقادتْ لمواعظه، ولرأيتَها على صلابتها ورزانتها خاشعةً مُتصدِّعةً؛ أي: مُتشقِّقةً من خشية الله" .   لعلك لاحظتَ أربعة أمور ذكرتها الآية: خاشعًا (ذليلًا)، ومُتصدِّعًا (مُتشقِّقًا)، وواضحًا وظاهرًا؛ بحيث إنك تراه (لرأيته)، والتعليل أو السبب وهو "خشية الله".   فهي رسالة لمن نزل القرآن إليهم - وقد ركَّب فيهم خالِقُهم عقولًا تعي وتفهَم وتتدبَّر - أنكم لو تفكَّرتم في هذا القرآن لخشعتُم، وتشقَّقت قلوبُكم من خ...

ألقاب الحروف عند الخليل بن أحمد

 ألقاب الحروف عند الخليل بن أحمد * تُعد ألقاب الحروف مبحثا مهما من مباحث علم التجويد ، ويوجد حولها بعض الغموض والإشكالات التي تعترض الدارس لهذا العلم ، وأول من درس  هذه الألقاب هو  الخليل بن أحمد    (ت ١٧٠هـ)  في كتابه  (العين)  ، وفي غيره .  ومن خلال النظر فيما ذكره الخليل عنها يتبين ما يلي: - كان نشوء مصطلح (ألقاب الحروف) عند ابن درید (ت ۳۲۱هـ) في الجمهرة، و الأزهري (ت ۳۷۰هـ) في تهذيب اللغة - كانت بداية استقرار مصطلح (ألقاب الحروف) على الألفاظ التي ذكرها الخليل بن أحمد ، عند علم الدين السخاوي (ت ٦٤٣ هـ) . - تعريف ألقاب الحروف هو : ألفاظ توصف بها الحروف العربية؛ نسبة إلى مواضع خروجها. - كان الخليل (رحمه الله) دقيقا في وضع الألقاب على الحروف، وظهر من خلال البحث تأكید وتوضيح هذه الدقة التي امتاز بها من حيث العموم. - مع التأكيد على دقته (رحمه الله) في هذه الألقاب، يبقى لقب: (اللثوية) لم تظهر صحة  إطلاقه عند الخليل على أحرفه : الظاء والذال والثاء . - التأكيد على صحة إطلاق لقب ( الحلقية) على الأحرف الستة : ا لهمزة المحققة واله...

أنواع المحاكاة في القراءة

أنواع المحاكاة في القراءة   * من خلال الاستماع لقراءة مقلدي قراء القرآن من أئمة المساجد وطلبة دور التحفيظ والناشئة الذين تسمع أصواتهم في الإذاعات يتبين أن المحاكاة للقراء لا تخرج عن ثلاثة أنواع : ١. المحاكاة في الصوت دون الأداء. ۲. المحاكاة في الصوت والأداء. ٣. المحاكاة في الأداء دون الصوت. وإليك بيان ذلك : ١. المحاكاة في الصوت دون الأداء :  - فتجد المقلد يقتصر في تقلیده للقارئ على نبرات صوته ونغمته الخاصة به، دون العناية بتحسين الأداء ومراعاة أحكام التجويد؛ وهذا يكون عند من لا دراية له بقواعد الترتيل ولا يفيد من السماع إلا مجرد الموافقة للقارئ في التطريب والتنغيم، وقد يتكلف محاولة تمثّل شخصيته في القراءة فتقع منه أخطاء فاحشة ولحن جليّ ، كتمطيط الحروف والإفراط في المدود وغير ذلك. ٢. المحاكاة في الصوت والأداء :  - فتجد المقلد يحرص على الجمع بين موافقة القارئ في صوته وتحسين أدائه مراعيا أحكام التجويد اللازمة وقواعد القراءة الصحيحة. ٣. المحاكاة في الأداء دون الصوت :  -  فيكون اهتمام السامع لتلاوات القراء منصبا على الاستفادة من طريقة تطبيق الأحكام وتجويد التلاوة وتح...

مفهوم التربية بالقرآن

  مفهوم التربية بالقرآن * يمكننا تعريف التربية بالقرآن بـ : تنمية جميع جوانب الشخصية تنمية شاملة متوازنة من خلال تعلم القرآن الكریم وتلاوته وحفظه و تدبره .   وقد جاء التعبير القرآني عنها بـ التزكية . يقول تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم} [البقرة:129] . وقوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون} [البقرة:151] . وقوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين} [آل عمران:164] . ويقول تعالى : {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُم...

الاستفادة من نزول القرآن الكريم منجما في مجال التربية والتعليم

  الاستفادة من نزول القرآن الكريم منجما في مجال التربية والتعليم   * ينبغي أن يستفاد في العملية التعليمية في منهج القرآن الكريم في تربية هذه الأمة وتهذيب أخلاقها وتصحيح معتقداتها وتحويلها من أمة الجهل والجاهلية إلى أمة الكتاب والقلم. فقد كان الناس في غاية من الجهل والانحطاط في كثير من شؤون حياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية فأنزل الله عليهم القرآن ولم يزل يرتقي بهم في سامي المبادئ وعالي الأخلاق، حتى أصبحوا في أعلى الدرجات بل صاروا خير أمة أخرجت للناس بعدما كانوا ما كانوا. وسلك القرآن الكريم في ذلك منهجا فريدا، ومسلكا حميدا فبدأ بتصحيح العقيدة وغرس المبادئ الصحيحة، ثم تدرج في أحكام العبادات حتى تمامها وكمالها. وفي التربية والتعليم ينبغي الاستفادة من هذا المنهج الحكيم، فمن المعلوم أن العملية التربوية تقوم على أمرين أساسيين: الأول: معرفة المستوى الذهني للطلاب: فلا بد قبل التعليم من معرفة المستوى الذهني لديهم حيث يكون نقطة الانطلاق بهم، وإعطائهم ما يتناسب مع قدراتهم الذهنية وطاقاتهم الفكرية. فإنهم إن أعطوا أقل من مستواهم الذهني ملّوه وهجروه وإن أعطوا ما هو فوق مس...