ألقاب الحروف عند الخليل بن أحمد

 ألقاب الحروف عند الخليل بن أحمد*


تُعد ألقاب الحروف مبحثا مهما من مباحث علم التجويد ، ويوجد حولها بعض الغموض والإشكالات التي تعترض الدارس لهذا العلم ، وأول من درس  هذه الألقاب هو الخليل بن أحمد  (ت ١٧٠هـ) في كتابه (العين) ، وفي غيره . 

ومن خلال النظر فيما ذكره الخليل عنها يتبين ما يلي:

- كان نشوء مصطلح (ألقاب الحروف) عند ابن درید (ت ۳۲۱هـ) في الجمهرة، والأزهري (ت ۳۷۰هـ) في تهذيب اللغة

- كانت بداية استقرار مصطلح (ألقاب الحروف) على الألفاظ التي ذكرها الخليل بن أحمد، عند علم الدين السخاوي (ت ٦٤٣ هـ) .

- تعريف ألقاب الحروف هو : ألفاظ توصف بها الحروف العربية؛ نسبة إلى مواضع خروجها.

- كان الخليل (رحمه الله) دقيقا في وضع الألقاب على الحروف، وظهر من خلال البحث تأكید وتوضيح هذه الدقة التي امتاز بها من حيث العموم.

- مع التأكيد على دقته (رحمه الله) في هذه الألقاب، يبقى لقب: (اللثوية) لم تظهر صحة إطلاقه عند الخليل على أحرفه : الظاء والذال والثاء.

- التأكيد على صحة إطلاق لقب (الحلقية) على الأحرف الستة : الهمزة المحققة والهاء، والعين والحاء، والغين والخاء؛ وأدرج سيبويه ومن تبعه الألف ضمنها.

- حرف القاف أكثر اختصاصا باللهاة من الكاف؛ لذا يرجح بعض المحدثين اختصاص القاف بلقب (اللهوية).

(شجر الفم) عند الخليل: هو في المنطقة المتوسطة بين طرفي اللحيين، وهو الفراغ الكائن وسط الفم، وهو المراد بقوله : «مفرج الفم»۔

- اختصت الصاد والزاي والسين عن بقية حروف طرف اللسان، بعدم التصاقه بعضو آخر عند النطق بها، فكان اختصاصها بلقب (الأسلية) ظاهر الصحة.

- النطع هو منطقة التحزيز في الحنك الأعلى، وتصعُّد اللسان بالطاء والدال والتاء إلى الحنك يجعلها متصلة بهذه المنطقة، فتناسب ذلك مع لقب (النطعية) بشكل جلي.

الذَّلْق له دلالتان: عضوية، وهی: طرف اللسان و حدُّه، ونطقية، وهي سهولة المنطق وفصاحته، وامتازت اللام والنون والراء، عن بقية حروف طرف اللسان، بالدلالة النطقية.

الفاء والباء والميم تمتاز بالتصاق الشفة، بخلاف الواو التي لا تلتصق الشفتان عند النطق بها، فكانت أقل أولوية بلقب: (الشفوية) من سابقاتها۔

- جعل الخليل الهمزة مرة في الحروف (الحلقية) ، ومرة في الحروف (الهوائية) ، وهذا باعتبار حالتين للهمزة، فهي من أقصى الحلق إذا حُقّقت، وإذا أبدلت كانت هوائية.

حاول بعض العلماء توجيه بعض الألقاب التي صعُب عليهم ربطها بالحروف التي ذُكرت تحتها بكونها جاءت مجاورة للموضع التي ذُكرت تحته، والقول بوضع ألقاب للحروف على أساس المجاورة مشكل؛ لحصول التجاور بين حروف كثيرة، فيكون ذلك سببا في تداخل الألقاب، وخصوصا حروف طرف اللسان المتجاورة تجاورا كبيرا.

ومن خلال العمل في هذا البحث ومعایشته، ظهرت الحاجة إلى العناية ببعض الجوانب بحثا ودراسة، ومن ذلك:

١- دراسة تشمل الموضوع عند الخليل وغيره، بعنوان: (ألقاب الحروف دراسة تاريخية تحليلية نقدية).

۲- دراسة عميقة لنصوص الخليل المتعلقة بمخارج الحروف في كتاب تذكرة النحاة للإمام أبي حيان، وبحسب علمي فإن هذه النصوص ما زالت لم تأخذ حظها من الدراسة؛ على كثرة الأبحاث المتعلقة بالأصوات عند الخليل بن أحمد (رحمه الله) .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أخذت هذه المقالة من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية العدد الثلاثون (ذو الحجة 1441 هـ) - بعنوان : ألقاب الحروف عند الخليل بن أحمد : دراسة تحليلة تأليف : د/ محمد بن إبراهيم بن محمد نور بن سيف – الأستاذ المساعد بقسم القراءات - كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل للمسابقات القرآنية فوائد؟

أنواع المحاكاة في القراءة

مفهوم التربية بالقرآن