قالوا عن القرآن

قالوا عن القرآن *


الحمد لله الذي أنزل القرآن بحكمته وأعجز الثقلين أن يأتوا بمثله والصلاة والسلام على نبينا محمد القائل : "ما من الأنبياء نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وكان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي "متفق عليه . وبعد :

لقد تحدث المسلمون على مر عصورهم عن القرآن وقيمته وأثره ، قال ابن كثير : " فالقرآن معجز من وجوه كثيرة : من فصاحته وبلاغته ونظمه وأساليبه. وما تضمنه من الإخبار بالغيوب الماضية والمستقبلية ، وما اشتمل عليه من الأحكام المحكمة الجلية، والتحدي ببلاغة ألفاظه يخص فصحاء العرب، والتحدي بما اشتمل عليه من المعاني الصحيحة الكاملة وهي أعظم في التحدي عند كثير من العلماء يعم جميع أهل الأرض من الملتين ".

أما عن تأثير القرآن على النفوس وهدايته للقلوب ، فقد قال ابن رجب: " وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الخلق بالقرآن إلى الدخول في الإسلام الذي هو الصراط المستقيم، وبذلك استجاب خواص المؤمنين كأكابر المهاجرين والأنصار ، ولهذا المعنى قال مالك: ( فُتحت المدينة بالقرآن) يعني : أن أهلها إنما دخلوا في الإسلام بسماع القرآن" وفي هذا تذكير للدعاة إلى الله بالعناية بالقرآن في دعوتهم وخطبهم وكلماتهم ، بشرح معانيه وما تضمنه من التبشير والإنذار .

والقرآن أفضل ما تعمر به الأوقات . قال شيخ الإسلام : "قد فتح الله علي في السجن في هذه المرة من معاني القرآن بأشياء كان أكثر العلماء يتمنونها ، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن ، ولو بٌذل لي ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة ".

وفوائد القرآن لا تحصي على القلب والجوارح قال ابن القيم : "فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده ، وأقرب إلى نجاته من تدبر القرآن ، فإنها تُطلع العبد على معالم الخير والشر وأسبابهما. وتجعل في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة ، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه ، وتريه أیام الله في الأمم ، وتعرفه طريق أهل الجنة وأهل النار ، و تعطيه فرقانا يفرق به بين الهدى والضلال ، وقوة في قلبه وانشراحا وبهجة فيصير في شأن والناس في شأن أخر ... وفي تأمل القرآن وتدبره أضعاف أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد " .

والقرآن خير هدية يهديها الوالد لأولاده وأعظم شيء يربيهم عليه حفظا وعملا . قال عبدالله بن عمرو : "عليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون وبه تجزون" .

فقيمة الإنسان - عند الناس وخالقهم - تعظم بحمله القرآن . قال الشافعي : " من قرأ القرآن عظمت قيمته ومن كتب الحديث قویت حجته ، ومن تفقه نبل قدره ، و من تعلم العربية رق طبعه".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
* أخذت هذه المقالة من مجلة ضياء في عددها (الخامس) والتي تصدر عن جمعية تحفيظ القرآن بالزلفى وكتبها الدكتور أحمد بن عبد الله بن محمد اليوسف - أستاذ الفقه المساعد في كلية الشريعة جامعة القصيم .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

هل للمسابقات القرآنية فوائد؟

مفهوم التربية بالقرآن

أنواع المحاكاة في القراءة